Tuesday, April 7, 2009

آداب اللقاء بالمؤمن


بسم الله الرحمن الرحيم

آداب اللقاء بالمؤمن

في إطار تعزيز الأُخوّة بين المؤمنين والتي دعا إليها القرآن الكريم بقوله (إنما المؤمنون أخوة) ولأجل تأكيد العلاقة الحميمة التي ينبغي أن تسود بين المؤمنين بحسب ما ورد على لسان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله "إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن قلب الظمآن إلى الماء البارد"، دعا أهل البيت عليهم السلام إلى جملة من الآداب عند لقاء المؤمن بأخيه المؤمن، نذكر منها:

- الإقبال على المؤمن بوجه طلق

فقد أكّد أهل البيت عليهم السلام على أن يكون ظاهر المؤمن وسيلة لإشاعة الراحة والبهجة في نفوس المؤمنين، ساتراً حزنه عنهم ، فلا يظهر عليهم بالتجهم والعبوس، بل بالبشر والطلاقة، ففي الحديث "المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه"، ومن مصاديق هذا البشر هو التبسّم في وجه من يلقاه وهو الأمر الذي حثّ عليه أهل البيت عليهم السلام مبينين ثوابه، فعن الإمام الصادق عليه السلام "وتبسّم الرجل في وجه أخيه حسنة". وإضافة إلى هذا ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أن لقاء المؤمن بمظهر البِشر هو من أسباب صفاء الود بين المسلمين، فعنه صلى الله عليه وآله "ثلاث يصفِّين ود المرء لأخيه المسلم: يلقاه بالبشر إذا لقيه، ويوسع له في المجلس إذا جلس إليه، ويدعوه بأحب الأسماء إليه".

- التسليم

التسليم شعار المؤمنين ومن السنن التي اكّد عليها رسول الله صلى الله عليه وآله بعنوان أنها من حقوق المسلم على أخيه المسلم، فعنه صلى الله عليه وآله "إن من حق المسلم على أخيه المسلم أن يسلِّم عليه إذا لقيه" وكذلك أكد الإمام الصادق عليه السلام أن يكون السلام هو أول كلام اللقاء، فعنه عليه السلام "السلام قبل الكلام" وقد ورد أن للسلام على المؤمنين خصائص منها:

أ - إضفاء المحبة بين المؤمنين، فعن النبي صلى الله عليه وآله "أفلا أدلكم على عمل إذا عملتموه تحاببتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: افشوا السلام بينكم".

ب - زيادة الحسنات: فعن النبي صلى الله عليه وآله "سلِّم على من لقيت يزيد الله في حسناتك" وفي هذا الإطار ورد أن الأفضل في الحسنات هو من يبادر بالتسليم فعن الإمام علي عليه السلام "للسلام سبعون حسنة، تسعة وستون للمبتدئ وواحد للراد".

ج - علامة التواضع: فعن الإمام الصادق عليه السلام "من التواضع، تسلِّم على من لقيت".

وفي مقابل الحث على السلام عند ملاقاة المؤمنين ورد عن النبي صلى الله عليه وآله "وإن أبخل الناس من بخل بالسلام".

- المصافحة

وكما حثت تعاليم الإسلام على السلام أكدت على مصافحة المؤمن للمؤمن، فعن النبي صلى الله عليه وآله "إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح، وإذا تفرّقتم فتفرقوا بالاستغفار".

كما أكّد أهل البيت عليهم السلام أن للمصافحة آثاراً منها: إزالة العلائق القلبية السلبية تجاه المؤمنين، ففي الرواية "تصافحوا، فإن المصافحة تذهب السخيمة وتزيل الأحقاد".

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

No comments: